رواية عشق مهدور الفصل الرابع 4 بقلم سعاد محمد
﷽#عشق_مهدور💔#الفصل_الرابع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ثلاث أسابيع
بحوالى الحاديه عشر صباحً
بالبنك الزراعي بالبلدة
كان هنالك لفيف من كبار شخصيات المحافظه يُرافق الوزير الذى جاء الى البلده من أجل إفتتاح تجديد مقر البنك، كان من ضمن الحضور "أسعد شُعيب" أو بالأصح على رأسهم فهو من ساهم بدعم وتجديد هذا المقر خدمة منه لأهالى قريته، ظنًا منهم أنه رد جميل لهم على إنتخابه نائبًا عنهم، فبوجود بنك خاص لهم بقريته الذى نشأ فيها، ما هو الا دعايه وتسويق له، تجولوا بالمبني، وبدأوا بدخول مكاتب الموظفين التى أصبحت تُضاهى مكاتب البنوك الأساسيه فى الرقى
لكن توقف أسعد للحظه حين دخل الى أحد المكاتب وقع بصرهُ على تلك الفتاة التى نهضت واققه حين دلف هو وغيره الى المكتب الخاص بها مع زُملائها، تبتسم لكن هى الأخرى تركز بصرها على أسعد، سمعت عنه الكثير ، كذالك رأته من بعيد لكن لم تراه عن قُرب مثل هذه المره، لأول مره تتأمل ملامحه، رغم أنه كهلًا وتعدى عمرهُ الستون بسنوات لكن ييدوا بعُمر أصغر بالكثير شباب بنهاية الاربعينات، فقط شيب شعر رأسه هو الواضح من عُمره،لكن حتى هذا يُعطيه وقارًا،إقترب أسعد منها ومد يدهُ لها بالمصافحه سألًا:
إنتِ من البلد هنا.
ردت بذوق وصوت هادى:
أيوه.
لمعت عينيه ببسمه سألًا:
إسمك أيه؟.
ردت بتوضيح:
أسمِ "هويدا أيمن الدسوقى الغتوري"
تبسم لها،ثم إنتبه الى هؤلاء الضيوف،اللذين تسألوا عن سير العمل كذالك إستمعوا لبعض المُقترحات منها كانت عيناه مُصبه بالنظر لها لفت نظره أيضًا حِنكتها فى الرد على بعض الإستجوابات وكذالك المُقترحات، حاول أن لا يلفت إنتباه الآخرون له وخرج معهم من الغرفه،لكن قبل أن يغادر المكتب رمقها بنظره وإيماءة رأس مُبتسمً،ردها كان إبتسامه حاولت أن تُظهرها بسمة خجل مصحوبه بثقه.
بينما لفت ذالك نظر عادل الذى كان معهم بالمكتب،شعر بغِيره من ذلك المُتصابي فى نظرهُ،لكن ضغط على ذر التحكم لديه حتى لا يُثير غضب ويُصبح هو الخاسر،لكن بعد خروج تلك اللجنه من المكتب إقترب من هويدا ونظر لهيامها بغضب قائلًا:
على فكره اللجنه مشيت من المكتب،ومعتقدش أنهم هياخدوا بمقترحاتك العظيمه،بلاش تنسى إننا هنا فى بنك زراعي وفى قريه،مش بنك إستثماري فى القاهرة.
فاقت من هيامها بضجر من حديث عادل،ونظرت له بسخريه قائله:
عارفه إننا فى بنك زراعي مش إستثماري، وعادي أنا قدمت مُقترحات مش أكتر،ناسى إن الوزير كان من ضمن اللجنه،يمكن يعرف إن فى كفاءات مدفوسه فى بنوك صغيره.
تهكم عادل:
كفاءات،المُقترحات اللى قولتها دى مش من دماغك ولا تفكيرك،ده مُقترحات أنا كنت بتكلم فيها معاكِ،بس مش مهم،لانى متأكد إنها ولا تفرق مع الوزير ولا غيرهُ.
تضايقت هويدا وتسألت:
قصدك بمين غيره؟.
رد عادل بسخريه وإستهزاء:
قصدى اللجنه اللى معاه وعلى راسهم،نايب دايرتنا المحترم اللى مش بنشوف وشه غير فى المناسبات الخاصه،وبمجرد ما طلع من باب المكتب نسى كل نظره وبسمه كان بيجامل بيها عشان طبعًا بسمته دعاية له،خلاص فاضل سنه على الانتخابات ولازم يبدأ يخطط من دلوقتي للدعايه،يعنى كل كلامه اللى قاله هنا كان ناعم وله غرض من وراه مش مدح لوجه الله.
نظرت هويدا له بإستهجان وغضب،وقالت:
كل اللى قولته أنا عارفاه،خلينا نكمل شغلنا،وبلاش ننم كتير.
تهكم عادل قائلًا:
تمام،بس على فكره أنا نسيت أقولك إن خلاص حجزت قاعة الفرح بنفس الميعاد اللى سبق وإتكلمت فيه مع عمِ أيمن،بعد شهر.
نظرت له هويدا بضجر وأومأت برأسها،ترسم أمانى أخرى،مازال لديها وقت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الجامعه
على عكس ما كانت تفعل سابقًا لم تكُن تذهب للجامعه سوا لحضور المحاضرات العمليه فقط، أصبحت تذهب للجامعه شبه يوميًا تبحث عن ذلك الوسيم "طاهر" لكن كآنه طيف وإختفى لم يظهر بالجامعه مرة أخرى، زفرت نفسها بعد أن تجولت بالجامعه كلها بحثً عنه لم تراه، شعرت ببعض الإرهاق، خرجت من الجامعه،شعرت بسوء مُضاعف من سوء الطقس البارد المصحوب برياح رمليه،لم تستطيع تحمُل دخول بعض ذرات الغُبار بعينيها، توجهت الى ذالك الكافيه القريب من الجامعه، دلفت وجلست خلف إحد الطاولات وطلبت من النادل مشروب ساخن .
بعد دقائق عاد لها النادل بالمشروب ووضعه أمامها، وإبتعد قليلًا
لكن تبسم وقال بترحيب بصوت شبه عالى:
تيتو،جيت فى وقتك،الواي فاي بتاع الكافيه مش شغال،يظهر الراوتر باظ،كمان فى شاشتين من شاشات العرض شكلهم كده محتاجين صيانه.
لفت إنتباهها صوت النادل وإلتفت برأسها تنظر إليه،كان طاهر يُعطيها ظهره للحظات قبل أن يرد على النادل:
تمام،متقلقش جايب معايا شنطة العِده أهى خدها خليها عندك هنا وهاتلى كوباية قهوه تفوقني عشان عندى سكشن عملي بعد ربع ساعه هيخلص عالساعه واحده وأرجعلك نعمل كشف على الراوتر والشاشات كلها.
أومأ له النادل وأخذ منه تلك الحقيبه قائلًا:
تمام،دقيقه راجعلك بالقهوة بس بلاش تنسى تجي بعد السكشن فى ماتش مهم الليله ومش عاوز زباين الكافيه تطفش.
تبسم تيتو قائلًا:
لاء متقلقش مش هنسى،وبعدين شنطة العِدة هنا،يعنى راجعلك، أخلص بش السكشن رغم انه مالوش لازمه بس لازم أثبت حضور عشان درجات العملي .
تبسم له النادل وبعد دقيقه عاد له كوبً بلاستيكيًا، أخذه من يدهُ وغادر تصحبهُ نظرات تلك الجالسه
بعد إنتقلت من مكانها الى مكان آخر بنفس الكافيه لكن بطاوله خلف واجهة زجاجية تطل على الشارع مباشرةً تنتظر أن ترى قدوم طاهر مره أخرى، تنظر بين الحين والآخر الى ساعة هاتفها تشعر ان الوقت لا يمُر كادت تسأم من الإنتظار،كذالك شعرت بإمتلاء معدتها من كثرة تلك المشروبات التى تناولتها كي تُبرر جلوسها وحدها بالكافيه لكل هذا الوقت
تشعر بخجل من طول الإنتظار كذالك ترتبك من نظرات النادل كلما آتى لها بمشروب ربما تخشى أن يسألها إن كانت تنتظر أحدًا ...لكن زفرت نفسها براحه حين رأت سير طاهر بالشارع قريب من الكافيه،لكن شعرت بغصه حين دلف الى الكافيه ورأته يتجاذب الحديث مع فتاة تسير معه الى أن
جلست خلف أحدى الطاولات بينما ذهب طاهر الى ذلك النادل وقف قليلًا معه ثم عاد الى تلك الفتاه مُبتسمً قال لها شئ ثم تركها...تأملت النظر جيدًا الى تلك الفتاة بنظرها هى عاديه،حقًا ترتدى زيًا مُلائم لطالبة جامعيه وحجاب يُخفي شعرها،بينما رأت طاهر يقوم بفحص بعض الشاشات الخاصه بالكافيه،كذالك يتجاذب الحديث بمزح مع النادل،ولاحظت أيضًا أن تلك الطاوله التى كانت تجلس عليها الفتاة آتى آخرون من الجنسين وأصبحوا مجموعه،لكن عادت بنظرها الى طاهر الذى شبه أنهي عمله،يبدوا أن لديه خِبرة فى صيانة تلك الشاشات،نهض مُبتسمً،وذهب نحو طاولة زُملائه وجلس معهم كانت جلسة تألف وصداقه بريئه بين الزملاء دون مُزاح سافر،شاور عقلها عليها أن تنهض وتذهب إليهم تجلس معهم فقط من أجل لفت نظر طاهر،لكن نفضت ذلك الفضول فبأي تبرير تجلس معهم هى لا تعرف أحدًا منهم سوا طاهر وكان لقاء عابر،ربما حتى لا يتذكره،لكن هى مُخطئه هو الآخر رأها منذ أن دلف لأول مره الى الكافيه،وإنشرح قلبه حين رأها حين عاد مره أخرى،بداخله هو الآخر يود التعرُف عليها عن قُرب،لكن يمنعه أنه لا يريد أن تقول عليه فضولي.
طغت مشاعر كل منهما وإنتهى اللقاء،دون أن يقتربا من بعض،لكن ترك هذا اللقاء أمل أن يلتقيا مرة ثالثة عساها تُقربهم من بعض.
ــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل أيمن
إستيقظت سهيله بفزع بسبب تلك الأصوات العاليه كذالك بعض الصرخات،ازاحت عنها دثار الفراش ونهضت مُسرعه تخرج من الغرفه رأت والداتها تضع وشاح ثقيل على كتفيها تسألت بإستفسار:
فى أيه يا ماما أيه الصريخ ده.
تنهدت سحر بضجر وأجابتها:
ده من عند الجيران إنت عارفه إن الراجل المفتري مش بيبطل ضرب ولا خناق مع مراته.
زفرت سهيله نفسها:
هو الراجل ده مش هيعقل أبدًا ويحس انه بقى جِِد والمفروض يحترم مراته حتى قدام نسوان عيالها،ليه بيقل بقيميتها وبقيمته هو كمان.
تهكمت هويدا التى دلفت الى المنزل بلا مبالاه وقالت:
بلا وكسه عياله نفسهم كده مع نسواهم، بنفس قلة الإحترام، راحه فين ياماما، بلاش تروحى تسلكِ بينهم، بلاش الراجل ده يقولك كلمه ملهاش لازمه، هما هيعملوا الشبطة والأزعرينا دى شويه وهيهدوا ولا كآن حاجه حصلت، هما ناس بهايم غاوين فضايح.
نظرت لها سحر بتفكير ثم قالت:
حرام الست بتصرخ مره تانيه، أنا رايحه أبعده عنها، وإنتم كملوا تجهيز الغدا زمان أيمن راجع.
تهكمت هويدا ولم تُبالى دلفت الى الغرفه أبدلت ثيابها ولم تفعل شئ،بينما سهيله هى من أكملت تجهيز الطعام.
بعد العصر
ازاحت هويدا الدثار عن رأسها وقالت بضجر:
اوف مش عارفه أنام بسبب الشمس اللى جايه من البلكونه،إقفلى شيش البلكونه.
ردت سهيله التى تجلس على الفراش الآخر تقوم بقراءة بعض المراجع وتدون بعض الملخصات على حاسوبها ذو الأمكانيات البسيطه:
فين الشمس اللى بتقولى عليها دى،الجو النهارده هوا ورياح،ربنا يستر متمطرش غير لما أرجع من النبطشيه...ولو قفلت شيش البلكونه هشغل نور الكهربا بتاع الاوضه إنتِ شايفه،إنى بنقل ملخصات من المراجع عشان الدرسات العُليا،والمراجع دى فى منها انا جيباها إستعارة من مكتبة الجامعه ومن بعض الدكاترة زمايلى،ولازم ارجعها لهم فى أقرب وقت،إنتِ عارفه تمن المرجع الواحد من دول كام، أكتر من مرتب شهرين كاملين،معليشى إستحملي كلها ساعتين وهروح المستشفى.
ضجرت هويدا وقالت بزهق:
يعني عشان حضرتك تاخدى الدرسات العُليا تزعحيني أنا ليل ونهار، ليلة إمبارح بسبب إنك سهرانه طول الليل ونور الاوضه والع معرفتش أنام،وصحيت بدرى الصبح عشان أروح شُغلى وإنتِ نمتِ براحتك لحد بعد الضهر،وطبعًا ميهمكيش راحة غيرك المهم طبعًا راحة نفسك.
شعرت سهيله بالآسى من ضجر هويدا منها،نهضت من فوق الفراش وحملت ذلك الحاسوب وتلك المراجع وقالت لها:
لاء يهمني راحتك إنتِ كمان،أنا هطلع أكمل فى أوضة السفرة وإقفلى شيش البلكونه وإرتاحي،حتى بالليل مش هزعجك هبقى نبطشية سهر يعنى مش هرجع غير بكره الصبح.
تهكمت هويدا على سهيله وهى تخرج من الغرفه ونهضت تغلق الشُرفه،كذالك أغلقت باب الغرفه خلفها وقالت بإستهزاء:
دراسات عُليا وبعدها دكتوراة مفكره نفسها مهما وصلت هتعجب "آصف شُعيب"اللى عندي يقين إنها بتحاول تتلاعب بيه ويمكن كمان بتستدرجه،وعامله فيها الملاك اللى مش بتحب الغلط.
*ــــــــــ*
بينما خرجت سهيله من الغرفه وتوجهت الى غرفة السفره وضعت الكُتب كذالك الحاسوب على المنضده، ثم قالت:
الجو ساقعه أروح اعمل لى كوباية شاي أدفى بيها وأهو أركز شويه عشان أنجز وأرجع المراجع دي لمكتبة الجامعه فى الميعاد اللى قولت عليه.
بالفعل بعد قليل عادت لغرفة السفره بدأت تتفحص تلك المراجع
الى أن دلفت سحر الى غرفة السفره تشعر بضيق من هويدا وقالت لـ سهيله:
مش بتذاكري ليه فى الاوضه جوه دفا عن هنا، وكمان تمددِ جسمك شويه عالسرير بدل
ما إنتِ محنيه كده عالسفره.
تبسمت سهيله وقالت:
لاء هنا أفضل من الاوضه،لما بمدد عالسرير،بحس صحيح بالدفا بس ببقى عاوزه أنام هنا ببقى مصحصه.
وضعت سحر يدها تمسد على كتف سهيله بحنان، تعلم إنها تُبرر كذبً حتى لا تضجر من أفعال هويدا وتبسمت لها قائله:
ربنا يوفقك يارب.
تبسمت سهيله لها قائله:
إدعيلى يا ماما أنا داخله على موال طويل،السنين اللى فاتت كانت سهله،الدراسات العّليا والماجستير والدكتوراه موالهم طويل.
تبسمت لها سحر بحنان قائله:
ربنا يسهلك كل عسير،هروح أدفى لك كوباية لبن وأجببهالك تشربيها تدفيكِ.
تنهدت سهيله قائله:
لاء اللبن ممكن ينيمني،قهوه أو نسكافيه من بتاع الواد تيتو أبو رغوة تلاته فى واحد .
تبسمت سحر وقالت لها: تمام هعملك نسكافيه.
تبسمت سهيله وعادت تنظر الى تلك المراجع لكن فجاة دق رنين هاتفها،للحظه تلهفت وجذبته،لكن خاب أملها حين رأت هوية المُتصل،كانت إحدى زميلاتها بالمشفى،قامت بالرد عليها،ثم وضعت الهاتف على المنضدة جوار الحاسوب وزفرت نفسها بعُمق،تشعر بشعور سيئ فى قلبها،آصف منذ تلك الليله التى آتى بها الى هنا وهو لم يعُد يُهاتفها مثلما كان يفعل سابقًا،حتى إن هاتفته هى يكون رده مُختصر،ذمت نفسها تشعر بغصه فى قلبها كذالك بعض الندم،ربما إحتدت عليه كثيرًا تلك الليله،لكن هو من أخطأ ماذا ظن أن تفعل حين تُفاجئ به فى منزلها وغرفة نومها...تذكرت ما حدث تلك الليله.
[فلاشـ باك]
دلف آصف الى تلك الغرفه تبسم ونظر الى الغرفه لم يكُن دخوله الأول الى منزل والد سهيله سبق وآتى لهنا لإصطحاب سامر من هنا مرة واحده كان يُذاكر مع سهيله بأيام إمتحانات الثانويه العامه وتأخر الوقت،وشكت والداته يومها أنه تعمد السهر،أو ربما لم يذهب الى سهيله كما قال،وقتها إستقبله والد سهيله الذى كان يسهر جوارهما حتى انه كان يساعدهم بالمراجعه،الليله ثانى مره يدخل للمنزل،وبالأخص لتلك الغرفه التى تبدوا غرفة سهيله بسبب الوان الغرفه كذالك فرش الفراشان تبدوا غرفة فتيات
توجه نحو باب الغرفه الذى يفتح على بقية المنزل وضع يدهُ فوق مقبض الباب وكاد يفتحه
لكن قبل أن يفتح الباب سمع صوت عطس سهيله أكثر من مره،إنتظر دخولها للغرفه يترقب رد فعلها حين تراه.
بينما من خلال مدخل المنزل الآخر دلفت سهيله،وأغلقت خلفها الباب تشعر بإرهاق قامت بخلع وشاح رأسها وتركته على كتفيها،لكن أثناء سيرها تعثرت بتلك الحقيبه المدرسيه الكبيره المُلقاة على الارض،تنهدت بإرهاق وإنحنت تحملها قائله:
دي شنطة النادى بتاع رحيم أكيد رجع من النادى وملقاش ماما فى البيت رماها ودخل نام زى عادته.
حملت الحقيبه ودلفت بها الى غرفة أخويها،تبسمت وهى ترا رحيم ينام ببطنه على الفراش غير مُغطى رغم برودة الطقس،وضعت تلك الحقيبه مكانها وتوجهت نحو فراش رحيم وقامت بتعديل وضعيته للنوم،وقامت بدثره بالدثار،فتح رحيم عينيه وتبسم لها قائلًا بموده:
إن شاء الله هتتجوزي راجل محترم مش جلنف زى عادل خطيب هويدا الاتنين زى بعض،وأنا هبقى ظابط ومش هتقدر تضربني ولا تقولى يا جحيم.
تبسمت سهيله وهى تُداعب خُصلات شعره بموده قائله:
عيب تغلط فى هويدا وخطيبها دى أختك الكبيره،وبعدين فاضلك خمس سنين دراسه على ما توصل لكلية الشرطه،يلا نام عشان عندك مدرسه الصبح،عشان تبقى فايق لدروسك يا سيادة الضابط مستقبلًا.
تبسم رحيم لها قائلًا:
تصبحِ على جنه.
تبسمت له وخرجت من الغرفه وأغلقتها ثم توجهت الى تلك الغرفة التى تُشاركها مع هويدا، لكن عطست أكثر من مره،كذالك شعرت ببعض الإحتقاق بحلقها،
أكملت سيرها بإرهاق قائله:
واضح إنى داخله على دور برد، أما أدخل آخد مضاد حيوي قبل الدور ما يشتد عليا.
بمجرد أن فتحت باب الغرفه،جذبها آصف وأغلق باب الغرفه وثبتها على حائط بالغرفه وضع يده على شفاها حتى لا تصرُخ،ينظر لها بعشق يبتسم
بينما سهيله إنفزعت ووقفت صامته تشعر بهلع للدقيقه ظلت واقفه دون رد فعل كأنها فقدت الإدراك...بدأت تعود للإدراك تلتقط نفسها بصعوبه بسبب يده الموضوعه على فمها رفعت يدها تُزيح يدهُ، وهى تنظر له بسخط شديد، بينما آصف شعر برجفة شفاها أسفل يده إزداد الشوق بقلبه وهو يُزيح يده عن فمها وهام بالنظر الى وجهها وتسلطت عيناه على شفاها بتلقائيه منه أحني رأسه يتمنى الظفر بـ قُبلة.
لكن دفعته سهيله بإستهجان وغضب قائله:
إنت إزاي دخلت البيت.
إبتعد للخلف خطوه بعد أن خاب أمله فى الحصول على قُبله،تنفس بعُمق يحاول وئد أشتياقهُ، وظل ينظر لها، بينما نظرت سهيله نحو باب الشرفه وتيقنت انه تسلل عبر باب الحديقه، نظرت له بإستهجان أكثر، قائله بإستهزاء:
حضرة المستشار اللى المفروض مسؤول أمن الناس وعارف حُرمة البيوت وكان لازم عليه يراعيها، داخل بيوت الناس يتهجم زى الحراميه ومش حاسس إن ده مش بس يعتبر إعتداء على أمنهم، لاء كمان إنتهاك لحُرمة أهل المكان إتفضل زي ما دخلت من البلكونه أخرج منها.
نظر لها بإندهاش قائلًا:
إنتِ بتطردينى؟.
تهكمت سهيله قائله بتعنيف:
لاء طبعًا غلطانه المفروض أرحب بيك أقولك تشرب أيه،وإنت داخل البيت من البلكونه زى اللصوص.
شعر آصف بغضب وكاد يتحدث لكن بنفس الوقت سمعا الإثنين صوت آتى من خارج الغرفه، نظرت سهيله
له بغضب،ثم فتحت باب الغرفه بمواربه،رأت دخول كل من سحر وخلفها هويدا،أغلقت الباب سريعًا ونظرت الى آصف تكز على أسنانها من الغيظ وتحدثت بخفوت:
إتفضل أخرج من البلكونه، وبلاش تهز صورتى قدام أهلى، هقول لهم أيه لما حد منهم يشوفك معايا فى اوضتى، كان لازم عقلك يفكر.
شعر آصف بغضب ونظر لها قائلًا:
تمام هخرج بس مش هسمحلك تكلميني بالطريقه دى تانى.
تهكمت سهيله بغضب وقالت بخفوت:
وعاوزني أكلمك بأى طريقه،بعد كده لازم تفكر قبل ما تقتحم بيوت الناس،وإتفضل وبلاش كلام كتير،هويدا ممكن تدخل الاوضه ولو شافتك تبقى مصيبه كبيره صورتى قدام أهلى ثقتهم فيا هتتهز ويفكرونى ماشيه على حل شعري معاك.
قالت سهيله هذا وجذبت وشاح رأسها تستر شعرها الذى أثار بداخل آصف شعور خاص ومد يده السليمه وكاد يتلمس تلك الخُصلات الثائره من أسفل الوشاح.
لكن سهيله صفعت يده بغضب وإستهجان وأشارت له بيدها نحو باب الشرفه، مما أثار
تهكم آصف قائلًا بغضب:
مش هنسالك إنك طردتينى من بيتكم.
ردت سهيله بلا مبالاة:
يكون أفضل وإتفضل إخرج بسرعه.
توجهت سهيله ناحية باب الشرفه وفتحته له كى يخرج،نظر لها بغضب لأول مره تراه على وجهه،غادر من الشرفه كما دلف،بنفس اللحظه نظرت له سهيله وهو يخرج من باب الحديقه الحديدى حتى انه صفعه خلفه بقوة غاضبًا لم يُغلق الباب جيدًا،كادت سهيله أن تذهب خلفه وتُغلق الباب لكن دخول هويدا الى الغرفه أربكها،وأغلقت ضفتي الشُرفه تشعر بتوتر،بينما هويدا شكت بوقوف سهيله خلف تلك الشُرفه وتسألت بخباثه:
مش ده صوت باب الجنينه إترزع،مين اللى فتحه.
توترت سهيله وقالت:
فين الصوت ده،ومين اللى هيفتح الباب،تلاقى الهوا السبب،الهوا جامد النهارده،يمكن ضرب فى الباب،أنا كنت بتأكد من قفل شيش البلكوكه وكمان الإزاز بسبب الهوا هما كمان كانوا بيخبطوا.
إقتربت هويدا من باب الشُرفه وأرادت أن تتأكد من ظنها لكن قبل أن تفتح باب الشُرفه سمعا الإثتين نداء سحر عليهن، توترت سهيله وقالت لها:
ماما بتنادي علينا خلينا نشوفها عاوزه أيه.
إستشفت هويدا إرتباك سهيله وكادت تُصمم على فتح باب الشرفة لكن نداء سحر عليهن جعل سهيله تسحب هويدا من يدها وقالت لها:
خلينا نروح لـ ماما.
بإستسلام مُرغم من هويدا ذهبت معها لخارج الغرفه، رغم زيادة الشك لديها، خرجن من الغرفه، تبسمن لـ سحر التى قالت لهن بإنزعاج:
بنادي عليكم مفيش واحده فيكم بترد ليه.
تهكمت هويدا وردت بـ فجاجه:
معليشِ الطرش جالنا.
نظرت لها سحر بغضب وقالت لها:
بطلي قلة الذوق بتاعتك ومردك الناشف ده، الست فتحيه جارتنا إتصلت عليا وعاوزانى أروح معاها نودي عشا العروسه، هروح وياها ومش هغيب، لو أيمن جه قبلى أبقوا قولوا له.
تهكمت هويدا بحركة شفاها الساخرة، بينما تبسمت سهيله قائله:
حاضر يا ماما بس بلاش تغيبِ معاها.
ردت سحر:
لاء مش هغيب.
غادرت سحر بينما نظرت سهيله ببسمه لـ هويدا وقالت لها:
عقبال ما ماما تودي لك عشا العروسه قريب.
تهكمت هويدا ونظرت لها بإشمئزاز وتركتها وتوجهت الى غرفتهم بداخلها كانت تود كشف رياء سهيله البريئه.
[عـــــودة]
عادت سهيله من تلك الليله تشعر ببعض الندم ربما إحتدت على آصف لكن هو من إخترق حُرمة البيت،ولم يُفكر إذا رأه أحد معها بغرفة النوم بماذا كانت ستبُرر تواجده معها،لكن هو منذ تلك الليله أصبح باردًا معها عكس السابق كان يُهاتفها أكثر من مره فى اليوم، تنهدت حائرة من ردت فعله الجافه تلك الفترة الماضيه، دمعه سالت من عينيها لا تعلم سببها
ـــــــــــــــــــــــ
بنفس الوقت، بمحطة قطار أسيوط دلف أصف الى أحد عربات القطار أسيوط التى ستتوجه الى القاهرة
جلس على المقعد المثبوت برقم تلك التذكره
عدل من وضعية المقعد الخاص به وإتكئ برأسه على مسند الرأس وأغمض عينيه وتبسم وهو يفتح هاتفه ونظر الى تلك الصوره وتنهد هامسًا لنفسه بعد ان إتخذ القرار، هو جاهد طوال الفترة الماضيه وحاول أن يتغلب على مشاعره التى تجرفه شوقًا الى تلك التى دائمًا ما تحتد عليه لن يدع لها فرصه لتبرير بعد ذالك وتأجيل إرتباطهم، سيضعها أمام الامر الواقع بعد أن يقوم بطلب الزواج منها من والداها مباشرةً دون إخبارها سابقًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ سرايا شٕعيب
فى حوالى الحاديه عشر مساءً
فجأة شعر آسعد بسُهد وطار النوم من عينيه... نظر جوارة الى شُكران الغافيه وفكر للحظات ونهض من فوق الفراش وجذب مِعطف ثقيل وخرج من الغرفه بهدوء توجه الى غرفة المكتب الخاصه به، فتح بعض المستندات، لكن شعر بضيق منها أغلقها وظل جالسًا لدقائق، قبل أن تعود صورة تلك الفتاة التى قابلها صباحً بالبنك، لا يعلم لما تعمد مُصافحتها، ليرى ذلك الخاتم الخاص بالزواج ببنصرها اليمين ، شعر بضيق منه، لام نفسه على ذلك الشعور الذى يتملك منه يريد رؤية تلك الفتاة مره أخرى، لكن ذم نفسه ونهض قائلًا بإستقلال:
دى حتة موظفه وأبوها كمان موظف على قده مش من مقامك يا
آسعد، نهض من خلف المكتب وذهب نحو المطبخ، قام بفتح الثلاجه بحث عن اللبن، جذب عبوة خاصه وقام بسكب القليل منها فى إيناء وقام بإشعال الموقد ووضع الإيناء عليه وإنتظر قليلًا، ثم سكب الحليب بكأس وجلس على مقعد بالمطبخ يحتسى منه، لكن فجاة كادت صورة تلك الفتاة أن تعود لمُخيلته، لكن قطع ذالك شعوره بيد توضع على كتفه، رفع رأسه ونظر لـ شكران التى تبسمت له قائله بإستفسار:
مالك يا حاج أيه اللى صحاك دلوقتي.
تنهد اسعد قائلًا:
مفيش بس يمكن وجودي بصحبة الوزير طول اليوم أرهقني، وقولت أشرب كوباية لبن تهدى جسمِ شويه، بس إنتِ أيه اللى صحاكِ دلوقتي.
جلست شكران على مقعد مقابل له وتنفست بشعور سيى قائله:
مش عارفه فجاة كده حسيت بحاجه تقيله على قلبِ، زى ما تكون هتخنقني.
رد أسعد:
إنت مش بتاخدي علاجك بإنتظام؟.
ردت شكران:
صفوانه ظابطه الوقت بالدقيقه، بس مش عارفه سبب التُقل ده أيه.
رد أسعد:
يمكن تقلتِ فى العشا.
ردت شكران:
برضوا لاء، مش عارفه، خير يارب
أومأ أسعد لها قائلًا بتبرير منطقى:
يمكن بسبب بُعد آصف وأيسر عنك.
تنهدت شكران بإشتياق لهما وقالت:
يمكن، حتى آصف متصل عليا الصبح ولسه هساله هتجي أمتى الخط قطع، وبعدها لما إتصلت عليه بعت رساله أنه عنده جلسه فى المحكمه، وهيتصل المسا، ومتصلش، هو اكيد إتعمد إنه ميتصلش.
تسأل أسعد:
وليه هيتعمد عدم الإتصال.
تنهدت شكران بسأم:
بيتهرب، كل ما أكلمه على موضوع إنه يتجوز يتهرب مني، حتى قولت له لو فى دماغه واحدة معينه أطلبها له إتهرب مني، وقالى كل شئ بآوان.
رد أسعد بتوافق:
وأمتى الآوان ده هيجى، هو خلاص عدا التلاتين سنه، أما يجي المره دى أنا هتكلم معاه، ولازم يوافق يتجوز.
تبسمت شكران له قائله:
كلمه بس بلاش تغصب عليه، يمكن فى دماغه واحدة معينه بيحبها ومستني يفاتحها هى الأول.
تهكم آسعد قائلًا بغطرسه:
يفاتحها الأول على إعتبار إن فى بنت تقدر ترفض واحد من ولاد
"أسعد شعيب"
أنا هتكلم معاك فى الاجازة الجايه وهاخد منه موقف حاسم فى الموضوع ده.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بحوالى الثانيه عشر صباحً
بـ المشفى
بغرفة الاطباء
جلست سهيله على أحد المقاعد تشعر بإرهاق وتثائبت أكثر من مره، تبسمت لها إحدي الطبيبات قائله بمرح:
إحنا لسه فى أول الليل هتنامى من دلوقتي.
تثائبت سهيله قائله:
والله محتاجه أدخل أى أوضه فى المستشفى وأمدد جسمي على السرير وأنام من إمبارح منمتش غير ساعتين وصحيت مخضوضه كمان.
تبسمت لها الطبيبه قائله بغمز:
وأيه السبب فى تطير النوم من عين الدكتورة أيه بتحبِِ.
تبسمت سهيله، أجل هى تُحب وآصف له نصيب كبير فى سُهادها فى الفتره الأخيرة، لكن قالت بتوضيح:
لاء السهر مش بسبب الحب، بسبب الدراسات العّليا اللى بدأت فيها كم مراجع وأبحاث دماغي قربت تسيح من المعلومات، هقوم أنزل البوفيه أجيب لى قهوه دوبل وأشربها عشان أصحصح وأكمل بقية النبطشيه، أنا المفروض تخصُص اطفال مش عارفه سبب نبطشية السهر دي أيه؟.
تبسمت لها الطبيبه قائله:
وقسم الأطفال اللى فى المستشفى ده اكتر قسم فيه حالات مرضى.
تصعبت سهيله بآسى قائله:
فعلًا والله قلبي بيتقطع لما بشوف طفل بيتآلم، ربنا يشفيهم يااارب، يلا أجيبلك معايا قهوة.
أمائت الطبيبه راسها قائله:
لاء أنا لسه شاربه فنجان دوبل من شويه كُتر القهوة غلط.
تبسمت سهيله وغادرت الغرفه
توجهت نحو البوفيه الخاص بالمشفى طلبت من العامل كوبً مضاعف من القهوه وإنتظرت قليلًا حتى أعطى له كوب بلاستيكي، أخذته منه وغادرت
لكن أثناء سيرها مرت من أمام إحدى غرف الكشف بالمشفى، سمعت صوت عالى كذالك اصوات حركة شئ معدنى بالغرفه، ميزت صوت سامر بوضوح وتلك التأوهات
تنرفزت وشعرت بالغضب منه وقالت بإستياء:
واضح إنه مبسوط بالقذارة اللى بيعملها، بس المفروض يحترم المستشفى أكتر من كده.
لم تهتم سهيله وعاودت السير، لكن توقفت حين سمعت صرخه خفيفه واضحه بتأوه، قالت بغضب:
لاء كدة كتير، ولازم يتحط له حد.
عادت تلك الخطوات وبلا إذن فتحت باب الغرفه
ودلفت خطوة بداخلها تصنمت وتجمد جسدها لم تشعر بسقوط كوب القهوه من يديها ولسعت محتواه لساقها، وهى ترا سامر يترنح يضع يديه حول عُنقهُ الذى ينزف بغزارة قبل أن يسقط أرضًا أمام ساقيها ينتفض جسدهُ، كآن عقلها فقد الإدراك للحظات لم تشعر الا حين سمعت صوت إغلاق باب الغرفه قبل أن تنظر خلفها كانت تشعر بضربه قويه على رأسها من الخلف ثم سقطت أرضًا متآلمة تشعر بغشاوة.
«يتبع»
للحكايه بقية.